مأزق Apple وTesla في "أرض الفرص".. الصين تحكم بأحكامها!

- من المتوقع أن تلعب بكين دورًا أكثر نشاطًا في تحفيز نمو قطاع التكنولوجيا المحلي لديها

- معركة الصين مع الولايات المتحدة من أجل التفوق التكنولوجي أصبحت أكثر خطورة

- الشركات المحلية الصينية تصعد كبدائل في مواجهة نظيراتها الأميركية الكبيرة

لفترة طويلة كان يُنظر من جانب الرؤساء التنفيذيون الأميركيون إلى الصين باعتبارها "أرض الفرص"، لما تزخر به بكين من مقومات جذب واسعة.

وشجعت سنوات من النمو المتزايد، أقوى شركات التكنولوجيا الأميركية على الانزلاق بقوة وسرعة في ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وفي ظل الواقع الجديد لممارسة الأعمال التجارية هناك.

لكن وبينما أيدت بكين "القومية" المطلقة، ففي المقابل توترت المشاعر تجاه الأعمال التجارية الغربية؛ لا سيما وأن الشركات المحلية صعدت كبدائل قوية. وقد أدى كل ذلك إلى خلق سباق خطير نحو القاع لكسب المستهلكين.

وفي ضوء ذلك، تلقت الشركات الأميركية -التي كانت تنظر إلى بكين باعتبارها أرض الفرص- دروساً مؤلمة للغاية بشأن ممارسة الأعمال التجارية هناك، بحسب ما ذهب إليه تحليل نشره موقع businessinsider أخيراً.

أبرَزَ التقرير واقع "المعركة من أجل التفوق التكنولوجي" حالياً، ما بين الشركات الأميركية الكبرى والبدائل الصينية المحلية، لا سيما في القطاع التكنولوجي الذي تواجه فيه الشركات الأميركية صعوبات واسعة.

أزمة Apple

تكافح شركة مثل Apple من أجل إيصال أجهزة iPhone الجديدة إلى المستهلكين الصينيين، حيث أظهرت بيانات من شركة Counterpoint Research أن المبيعات انخفضت بنسبة 24٪ في الأسابيع الستة الأولى من العام الجاري.

وواجهت شركة Apple صعوبات واسعة في الصين، تأثرت المبيعات بها بشكل واضح في الربع الأخير من العام الماضي 2023، وفق ما تُظهره أحدث البيانات الصادرة عن الشركة.

تراجعت المبيعات بنسبة تصل إلى 13% خلال الربع الأخير من 2023، مسجلة 20.8 مليار دولار، أقل من التوقعات البالغة 23.5 مليار دولار.

اقرأ أيضاً: مع تعرضها لضغوط واسعة.. كيف تأثرت مبيعات Apple في الصين؟

وفي الوقت نفسه، عانت شركة Tesla من انخفاض كبير في الشحنات من مصنعها الضخم في شنغهاي الشهر الماضي، حيث تم شحن 60365 سيارة، وهو أقل بنسبة 16٪ عن شحناتها في يناير/ كانون الأول وأقل بنسبة 19٪ عن نفس الشهر من العام الماضي، حسبما تظهر بيانات من جمعية سيارات الركاب الصينية.

لكن بحسب التقرير، فإن تلك المعطيات "قد لا تثير الذعر الفوري"، فعلى الرغم من انخفاض صافي مبيعات شركة Apple  في الصين في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام 2023 مقارنة بالعام السابق، إلا أنها لا تزال تحقق إيرادات، بلغت 20.8 مليار دولار. كما أن شركة Tesla لم تكن شركة السيارات الكهربائية الوحيدة التي تعرضت لتباطؤ المبيعات .

لكن بشكل عام، فإن تلك البيانات تعكس انحداراً حقيقياً لاثنتين من أكبر الشركات الأميركية في الصين.

وفي حالة Apple، نقل موقع Business Insider عن الشريك الإداري في شركة Deepwater Asset Management، جين مونستر، قوله إن انخفاض المبيعات له علاقة بـ "فقدان المنتجات الأميركية شعبيتها في الصين".

أجهزة iPhone

ويشار إلى أنه في العام الماضي، حظرت الحكومة الصينية استخدام أجهزة iPhone للمسؤولين، مما جعل امتلاكها أقل جاذبية. ورد المستثمرون بحذف 200 مليار دولار من قيمة شركة Apple.

شاهد على CNBC: نظارة Apple Vision Pro.. مبيعات ضخمة قبل موعد الطرح!

وتزامن هذا الحظر مع إطلاق هاتف Huawei Mate 60 Pro ، وهو هاتف ذكي محلي الصنع يعمل بتقنية 5G والذي اعتبره الكثيرون جهازاً ينافس قدرات iPhone - على الرغم من حظر التصدير الذي يمنع استخدام المكونات الأميركية الرائدة في الصناعة.

ويظهر بحث Counterpoint أن مبيعات وحدات هواتف Huawei ارتفعت بنسبة 64% في نفس الفترة، وانخفضت مبيعات وحدات iPhone بمقدار الربع تقريبًا.

وقال موستر: "أصبحت كل من الولايات المتحدة والصين أكثر انعزالية. وهذا يفضل العلامات التجارية المحلية. ومع الذكاء الاصطناعي، من المرجح أن تشتد هذه الديناميكية".

وفي حالة Tesla، فمن المرجح أن يكون التباطؤ الأوسع في سوق السيارات الكهربائية، والذي ظهر العام الماضي، محسوسًا بشكل خاص في فبراير/ شباط، نظراً لتباطؤ المبيعات بشكل عام خلال احتفالات العام القمري الجديد لهذا الشهر.

ولكن على نطاق أوسع، يعد تراجع كليهما علامة على أن معركة الصين مع الولايات المتحدة من أجل التفوق التكنولوجي أصبحت أكثر خطورة.

الشركات المحلية

وتبنت الشركات الصينية لسنوات استراتيجية التقليد أثناء محاولتها بناء الإلكترونيات الاستهلاكية والسيارات الكهربائية وغيرها من الصناعات من الألف إلى الياء. وكان ذلك يعني محاولة تكرار ما فعله نظراؤهم الغربيون، وبمستوى أدنى في كثير من الأحيان.

هذا ليس هو الحال بعد الآن. وكما يظهر هاتف Huawei Mate 60 Pro، أصبح لدى المستهلكين الصينيين الآن هاتف محلي يقدم تجربة تشبه تجربة هاتف iPhone.

وفي الوقت نفسه، يتمتع صانعو السيارات الكهربائية المحليون، مثل BYD، بطفرة كبيرة حيث تمكنوا من جذب المستهلكين بمركبات أرخص بكثير من سيارات Tesla.

في شهر يناير/ كانون الثاني، أعلنت شركة BYD عن زيادة في المبيعات بنسبة 43٪ لكنها فقدت ريادتها في السوق لصالح شركة Volkswagen ، وفقًا لموقع CarNewsChina . وذكرت رويترز أن الشركة خفضت أيضًا أسعار موديلاتها الأكثر مبيعًا بمتوسط 17%. ومن المتوقع أن تحظى هذه المعركة من أجل التفوق بدفعة كبيرة من بكين أيضًا.

وعندما حدد رئيس مجلس الدولة لي تشيانج، هدف النمو السنوي للصين بنسبة 5% في بداية انعقاد المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني هذا الشهر، أصبح من الواضح مدى أهمية التكنولوجيا في دفع هذا الهدف إلى الأمام.

وهذا يعني أنه من المتوقع أن تلعب بكين دورًا أكثر نشاطًا في تحفيز نمو قطاع التكنولوجيا المحلي لديها، والضغط على أي كيانات أجنبية تعترض طريقها.